الاثنين، 9 سبتمبر 2019

✦ قصة التاجر الغني و زوجاته الأربعة ✦

كان هناك تاجر غني له 4 زوجات وكان يحب الزوجة الرابعة أكثرهم ، فيلبسها أفخر الثياب ويعاملها بمنتهى الرقة ويعتني بها عناية كبيرة ولا يقدم لها الا الأحسن في كل شيء . 

 وكان يحب الزوجة الثالثة جداً أيضاً ، كان فخور بها ويحب أن يتباهى بها أمام أصدقائه وكان يحب أن يريها لهم ، ولكنه كان يخشى أن تتركه وتذهب مع رجل آخر . 

  وكان يحب الزوجة الثانية أيضاً ، فقد كانت شخصية محترمة ، دائماً صبورة ، وفي الحقيقة كانت محل ثقة التاجر ، وعندما كان يواجه المشاكل كان يلجأ إليها دائماً ، وكانت هي تساعده دائماً على عبور المشكلة والأوقات العصيبة . 

  أما الزوجة الأولى فمع أنها كانت شريكاً شديد الأخلاص له ، وكان لها دور كبير في المحافظة على ثروته وعلى أعماله ، علاوة على إهتمامها بالشؤون المنزلية ، ومع ذلك لم يكن التاجر يحبها كثيراً ، ومع أنها كانت تحبه بعمق الا أنه لم يكن يلاحظها أو يهتم بها . 

  وفي أحد الأيام مرض الزوج ولم يمض وقت طويل ، حتى أدرك أنه سيموت سريعاً ، فكر التاجر في حياته المترفة وقال لنفسه ، الآن أنا لي 4 زوجات معي ، ولكن عند موتي ســـأكــــون وحــــيـــــداً ، ووحدتي كم ستكون شديدة ؟ 

  وهكذا سأل زوجته الرابعة وقال لها : ( أنا أحببتك أكثر منهن جميعا ووهبتك أجمل الثياب وغمرتك بعناية فائقة ، والآن أنا سأموت ، فهل تتبعيني وتنقذيني من الوحدة؟ ) 
 - أجابت الزوجة مـــــســـــتـــحـــيل غير ممكن ولا فائدة من المحاولة ، ومشت بعيداً عنه دون أية كلمة أخرى ، قطعت إجابتها قلب التاجر المسكين . 

  فسأل التاجر الحزين زوجته الثالثة وقال لها :
  ( أنا أحببتك كثيراً جداً طول حياتي ، والآن أنا في طريقي للموت فهل تتبعيني ؟ ) 
 - أجابت الزوجة الثالثة لا طبعاً ثم أردفت قائلة: 
 الحياة هنا حلوة وسأتزوج شخصاً آخر بدلاً منك عند موتك . 

  غاص قلب التاجر عند سماعه الأجابة وكاد يجمد من البرودة التي سرت في أوصاله . 

  ثم سأل التاجر زوجته الثانية وقال لها : 
  ( أنا دائماً لجأت اليك من أجل المعونة ، وأنت أعنتيني وساعدتيني دائماً ، والآن ها أنا أحتاج معونتك مرة أخرى ، فهل تتبعيني عندما أموت؟! ) 
  - فأجابته قائلة : أنا آسفة … هذه المرة لن أقدر أن أساعدك ، هكذا كانت إجابة الزوجة الثانية ، ثم أردفت قائلة : إن أقصى ما أستطيع أن أقدمه لك ، هو أن أشيعك حتى القبر ..! 

  أنقضت عليه أجابتها كالصاعقة حتى أنها عصفت به تماماً . 

 وعندئذ جاءه صوت قائلاً له : 
 ( أنا سأتبعك يا حبيبي وسأغادر الأرض معك بغض النظر عن أين ستذهب ، سأكون معك الى الأبد ) 

  نظر الزوج حوله يبحث عن مصدر الصوت واذا بها زوجته الأولى ، التي كانت قد نحلت تماماً كما لو كانت تعاني من المجاعة وسوء التغذية ! 
 قال التاجر وهو ممتلىء بالحزن واللوعة ، كان ينبغي علي أن أعتني بكِ أفضل مما فعلت حينما كنت أستطيع! 
  
  وفي الحقيقة كلنا لنا أربع زوجات … 

  الزوجة الرابعة : هي أجسادنا التي مهما أسرفنا في الوقت والجهد والمال في الأهتمام بها وجعل مظهرها جميل ، فأنها عند موتنا ستتركنا 

 الزوجة الثالثة : هي ممتلكاتنا وأموالنا ومنزلتنا ، التي عند موتنا نتركها .. فتذهب للآخرين . 

  الزوجة الثانية : هي عائلاتنا وأصدقاؤنا مهما كانوا قريبين جداً منا ونحن أحياء ، فأن أقصى ما يستطيعونه هو أن يرافقونا حتى القبر! 

 أما الزوجة الأولى : فهي في الحقيقة حياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله ، التي غالباً ما تهمل ونحن نهتم ونسعى وراء الماديات ، الثروة والأمور الأخرى ، ولكنها في الحقيقة ، أعمالنا هي الوحيدة التي تتبعنا حيثما ذهبنا . 

 ربما هي فكرة طيبة أن نزرع من أجلها الآن بدلاً من أن ننتظر حتى نصبح في فراش الموت ولا نستطيع سوى أن نرثيها ونبكي عليها ، فأن الحياة يا أخوتي : 
 الحياة
 قـــــصــــــــيــــــــرة جـــــــــــــــــداً ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق